للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً، وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس" (١).

وكانت الشريعة الموسوية وهي التوراة والتلمود بالنسبة لإسرائيل حقيقة لا مجازا هي كيانهم، وقوام حياتهم.

إن القصة التي تروى تلك العملية الطويلة التي استغرقت ألف عام، تجمعت في خلالها الشريعة الشفوية، واتخذت فيها صورتها النهائية المعروفة "بالمشنا"، والقرون الثمانية التي تجمعت فيها ثمار الجدل والأحكام.

والإيضاح فكانت هي الجمارتين أو شروح المشنا، وبانضمام المشنا إلى أقصر الجمارتين يتألف منهما التلمود الفلسطيني، وإلى أطولهما يتألف منهما التلمود البابلي - إن القصة التي تروي هذه الأحداث الثلاثة لمن أ كثر القصص تعقيداً وأعظمها إثارة للدهشة في تاريخ العقل البشرى.

وكما كانت التوراة أدب العبرانيين الأقدمين ودينهم، كان التلمود حياة يهود العصور الوسطى ودينهم ودماءهم.

وذلك أن أحكام الشريعة الواردة في الأسفار الخمسة أحكام مسطورة، ولهذا فإنها لم تكن تستطيع الوفاء بجميع حاجات أورشليم بعد أن فقدت حريتها، ولا اليهودية بعد أن فقدت أورشليم حريتها، ولا الشعب اليهودي في خارج فلسطين. لم تستطع الوفاء بحاجات هذه أو معالجة الظروف المحيطة بها ومن ثم كانت مهمة علماء السنهدرين قبل التشتت، والأحبار بعد التشتت هي تفسير الشريعة الموسوية تفسيراً يهتدي به الجيل الجديد والبيئة الجديدة ويفيدان منه.

وتوارث المعلمون جيلا بعد جيل تفاسير هؤلاء العلماء ومناقشاتهم، وآراء الأقلية والأغلية في موضوعتها


(١) إنجيل متى ١٥: ٨ - ٩.

<<  <   >  >>