للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن بعض من بعث فيهم من أنبياء أو رسل تذكرهم أسفار اليهود على أنهم مجرد آباء قدامى patriarches كإبراهيم وإسحق أو على أنهم مجرد ملوك كداود وسلمان.

٣ - أن أسفارهم تنسب لبعض الأنبياء، أو لبعض من تسميهم آباء لبني إسرائيل أو ملوكا لدولهم، أعمالاً قبيحة تتنافى مع وضعهم الديني والإجتماعي، بل تتعارض مع الخلق الكريم في ذاته، ولا يتصور صدورها إلا عن سفلة الناس.

منها ماتقرره أسفارهم من أن شعب كنعان قد كتب عليه في الأزل أن يكون رقيقاً لبنى إسرائيل وأنه لاينبغي أن يكون لأفراد هذا الشعب وظيفة في الحياه غير هذه الوظيفة، فإن تمردوا عليها أو طمحوا إلى الحرية وجب على بني إسرائيل أن يردوهم إليها بحد السيف، وتقرر أسفارهم أن هذا الوضع قد فرض عليهم لدعوة دعاها نوح على كنعان ونسله، وذلك أن نوحا - حسب ما يزعمه سفر التكوين - قد شرب مرة نبيذ العنب الذي غرس كرمه بيده بعد الطوفان بدون أن يعلم خاصته المسكرة، ففقد وعيه وانكشفت سوأته، فرآه ابنه حام على هذه الصورة فسخر منه، وحمل الخبر إلى أخويه سام ويافث. ولكن هذين كانا أكثر أدبا منه، فحملا رداء وسارا به القهقري نحو أبيهما حتى لايقع نظرهما على عورته، وسترا به ما انكشف من جسمه، فلما أفاق نوح وبلغه ما كان من موقف أولاده حياله، لعن كنعان بن حام ودعا على نسله أن يكونوا عبيداً لعبيد أولاد سام ويافث: "فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير، فقال: ملعون كنعان.

عبد العبيد يكون لإخوته. وقال: مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبداً لهم، ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبداً لهم" (١).


(١) سفر التكون ٩: ٢٤ - ٢٧.

<<  <   >  >>