للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن الإحصائية التي أعقبت تأسيس هيئة الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية سنة ١٩٤٥ (١) يظهر أنها تضم ٦٠% من موظفيها من اليهود مع أن نسبة عدد اليهود إلى سكان العالم لا تزيد على نصف في المائة ٠.٥%.

ونشطت اليهودية العالمية وحكومتها المستورة في تدبير اجتماع عاجل خاص للأمم المتحدة للنظر في قضية فلسطين، فعقدت دورة استثنائية في إبريل ١٩٤٧ اتخذ فيها قرار بإيفاد لجنة تحقيق دولية إلى فلسطين. وتألفت لجنة التحقيق الدولية من مندوبين عن: أستراليا، تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا، الهند، غواتيمالا، هولندا، إيران، البيرو، أورغواي.

السويد، كندا، وكانت ميول أغلب أعضائها يهودية صهيونية. وقد اجتمعوا سراً بالمنظمات اليهودية الإرهابية وتبادلوا مع رؤسائها الآراء والعواطف. وحضرت اللجنة المذكورة إلى فلسطين ودرست المشكلة كما فعلت سابقاتها من لجان التحقيق العديدة، وعادت إلى سويسرة حيث وضعت قرارها بالأكثرية: قرر ثمانية أعضاء تقسيم فلسطين. وقرر مندوبو الهند وإيران ويوغوسلافيا تشكيل دولة فيدرالية في فلسطين. ورفعت اللجنة قرارها إلى الأمم المتحدة مطالبة بتقسيم فلسطين. ونظرت الأمم المتحدة في دورتها العادية سبتمبر سنة ١٩٤٧ في تقرير لجنة التحقيق، ووقعت مناورات ومؤامرات خطط لها ونفذها رجال الحكم في الولايات المتحدة وعلى رأسهم ترومان فنشرات جريدة New York Times في عددها الصادر بتأريخ ٢٧ نوفمبر سنة ١٩٤٧ مايلي: "أجلت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلستها التي تصوت بها على تقسيم فلسطين أمس، بعد أن وجد مؤيدو الصهيونية أنهم لا يضمنون ثلثي الأصوات اللازمة لنجاح المشروع" وهكذا كانت الأمم المتحدة منذ إنشائها حتى يومنا هذا أداة في خدمة اليهودية العالمية.


(١) World Dictatorship، Hillary Cotter، Suffolk، ١٩٥١.

<<  <   >  >>