للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بل لقد أورد سفر الخروج، وهو أحد أسفار توراتهم المزعرمة قصة عبادة بني إسرائيل للعجل الذهبي في صورة غريبة تدل على أنهم محرري هذه الأسفار لا يرعون لأنبيائهم حرمة، ولا يرجون لهم وقارا ولا يتورعون عن أن ينسبوا إليهم أية نقيصة، حتى خيانة الرسالة نفسها التي بعثوا من أجلها، ودفع قومهم إلى الشرك بالله. فقد نسب هذا السفر إلى هارون نفسه عليه السلام أنه قد يسر لبني إسرائيل سبيل الشرك، ودفعهم إلى الوثنية، وعبادة الحيوان والأصنام، فصنع لهم بيديه في سيناء عجلا من ذهب ليعبدوه من دون الله: "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه.

فقال لهم هارون: انزعو أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون. فأخذ ذلك من أيدهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: هذه آلهتك ياإسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر. فلما نظر هارون بنى مذبحا أمامه. ونادى هارون وقال: غداً عيد الرب. فبكروا في الغد وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب" (١).

بل ذهبوا في نجاسة أفكارهم إلى أنهم نسبوا إلى سليمان الشرك بالله استجابة وإرضاء لنزوات نسائه: "وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون: موآبيات وعمونيات، وآدوميات وصيدونيات وحثيات من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتم. فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة، وكانت له سبعائة من النساء السيدات وثلثمائة من السراري


(١) سفر الخروج ٣٢: ١ - ٦.

<<  <   >  >>