للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويوجد في نسخ كثيرة من التلمود الذي طبع في القرن التاسع عشر مواضع تركت خالية من الكتابة بعد أن حذف منها ألفاظ السب والطعن في المسيح والعذراء، بيد أن جميع طبعات التلمود لم تخل من سب المسيحيين الذين أطلق عليهم "جنتيل " Gentile أو الأمميين أو الوثنيين، وصدرت من التلمود طبعات كثيرة أهما طبعة أمستردام سنة ١٦٤٤، وطبعة فارسوفيا سنة ١٨٦٣ وبراج سنة ١٨٣٩ م.

ويقدس اليهود التلمود ويعتبرونه أهم من التوراة، ويرون أن من يحتقر أقوال الحاخامات يستحق الموت، وأنه لا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط، لأن أقوال علماء التلمود أفضل ما جاء في شريعة موسى.

وقال أحدهم: "اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء". كما قال أحد علمائهم: "إن مخافة الحاخامات هي مخافة الله" وقال ثالث: "إن من يقرأ التوراة بدون المشنا والجامارة فليس له إله". وجاء في التلمود صفحة ٧٤: "إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله". "وقد وقع الإختلاف بين الله وبين علماء اليهود في أمر من الأمور وبعد أن طال الجدال تقرر إحالة الخلاف إلى أحد الحاخامات الذي حكم بخطأ الإله مما اضطر معه سبحانه وتعالى إلى الإعتراف بخطئه .. !

ولعل قصة محاجة إبراهيم لله بشأن تدمير سدوم وعمورة هي الإلهام الذي استمد منه الحاخامات أغترارهم بأنفسهم وتعاليهم على الله: "فتقدم إبراهيم وقال: أفتهلك البار مع الأثيم " (١) فقال: لا يسخط المولى فأنكلم هذه المرة فقط عسى أن يوجد هناك عشرة، فقال: لا أهلك من أجل العشرة (٢)، بل لعل قصة إسرائيل أ كدت الإنتصار الإنساني على الله:


(١) سفر التكون ١٨: ٢٣.
(٢) سفر التكوين ١٨: ٣٢.

<<  <   >  >>