للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتبعوا الغواة ماكان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والنشور " (١).

حجة من قال: إن المراد بقوله: {بَلْ بَدَا لَهُمْ} أي ما كان يخطر لهم من الإيمان:

وهذا القول انفرد به ابن عاشور عن المتقدمين كما قدمت وفي ذلك يقول:

"وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} (٢). وهذا التفسير يغني عن الاحتمالات التي تحيّر فيها المفسّرون وهي لا تلائم نظم الآية، فبعضها يساعده صدرُها وبعضها يساعدُه عجزها وليس فيها ما يساعده جميعها " (٣).

وهذا القول ذهب إليه عدد من علماء التفسير المعاصرين ومن قولهم: " بل ظهر لهم يوم القيامة ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءت به الرسل في الدنيا، وإن كانوا يظهرون لأتباعه خلافه. ولو فرض أن أعيدوا إلى الدنيا فأمهلوا لرجعوا إلى العناد بالكفر والتكذيب. وإنهم لكاذبون في قولهم: لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا، وكنا من المؤمنين " (٤).

القول الراجح:

الذي يظهر لي والله أعلم أن القول الراجح هو ما اختاره ابن عاشور من أن


(١) معاني القرآن وإعرابه / الزجاج، ج ٢، ص ٢٤٠.
(٢) سورة الحجر، الآية (٢).
(٣) التحرير والتنوير، ج ٤، ص ١٨٥.
(٤) التفسير الميسر / نخبة من العلماء، ص ١٣١.

<<  <   >  >>