للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقبل التغيير والتبديل، فبدهي ألا يتعلق بها نسخ " (١).

وقال أبو عبد الله الحارث بن إسماعيل بن أسد المحاسبي في كتابه المسمى "فهم القرآن", قال في كلامه على الناسخ والمنسوخ: " وأن النسخ لا يجوز في الأخبار. فلا يحل لأحد أن يعتقد أن مدح الله وأسمائه وصفاته يجوز أن ينسخ منها شيء ...... إلى أن قال: " إذاً الأخبار الخالصة لا يجوز أن يدخلها النسخ؛ ولو دخلها النسخ لكان هذا كذبا, والله - عز وجل - منزه عن ذلك" (٢).

[أمثلة تطبيقية على القاعدة]

١ - مثال الإيمان:

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣).

اختلف المفسرون في هذه الآية على عدة أقوال , أوصلها أبو حيان إلى ثمانية أقوال في تفسيره (٤)، وسأقتصر على المشهور منها.

وسبب اختلاف المفسرين في هذه الآية كما بينه الرازي هو: قوله تعالى في


(١) مناهل العرفان / الزرقاني، ج ٢، ص ١٦٥.
(٢) العقل وفهم القرآن / الحارث المحاسبي، ص ٣٥٩ - ٣٦٠.
(٣) سورة البقرة آية (٦٢).
(٤) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ٤٠٤.

<<  <   >  >>