للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو السعود: " {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي ما صحَّ وما استقام له أن يُضيعَ ثباتَكم على الإيمان بل شكرَ صنيعَكم وأعدَّ لكم الثوابَ العظيمَ (١) ".

القول الراجح:

إن المراد بـ " إِيمَانَكُمْ " في هذه الآية صلاتكم، وهذا اختيار جميع المفسرين من بينهم ابن عاشور.

وإنما عبَّر في هذه الآية عن الصلاة بالإيمان؛ لأنها العمدة والذي تصح به الأعمال، بل إن ذكر الإيمان هنا أولى من ذكر الصلاة لئلا يتوهم اندراج صلاة المنافقين إلى بيت المقدس (٢)

ومما يعضد هذه القول ويجليه القاعدة الترجيحية: (أن القول الذي يدل عليه السياق أولى من غيره)، وقد تنبه إلى ذلك الشنقيطي حيث يقول في تفسيره لهذه الآية: " إيمانكم أي صلاتكم بالبيت على الأصح، ويستروح ذلك قوله قبله: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} (٣) ولا سيما على القول بدلالة الاقتران " (٤) ... .

كما يعضد هذا القول أيضاً قاعدة ترجيحية أخرى وهي: (إذا صح سبب


(١) إرشاد العقل السليم / أبو السعود، ج ١، ص ٢٢٠.
(٢) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ٦٠٠.
(٣) محاسن التأويل / القاسمي، ج ١، ص ٤٦٨.
(٤) أضواء البيان / الشنقيطي، ص ٤٠.

<<  <   >  >>