للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اصطلاحاً: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة (١).

وقد اختلف علماء السلف والخلف جميعاً في وقوع المجاز في القرآن على قولين:

القول الأول:

جواز وقوع المجاز في القرآن، وقد ذهب إليه بعض الفرق، مثل المعتزلة والجهمية والأشاعرة، وكذلك بعض علماء أهل السنة والجماعة.

ومن أوائل من قال بالمجاز شيخ العربية سيبويه، فقد قال في كلامه على قوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (٢): فالليل والنهار لا يمكران ولكن الذي يمكر فيهما هو الناس وهذا على سبيل التجوز (٣).

وأول من عرف عنه أنه تكلم بهذا المصطلح (المجاز) أبو عبيد معمر بن المثنى.

وقال ابن قدامة: " من منعه - أي المجاز في القرآن- فقد كابر، ومن سلم وقال لا أسميه مجازاً، فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه " (٤).

ثم ابن قتيبة وهو من أوائل من عالجه بوصفه مصطلحا علميا بلاغيا وذلك في كتابه (تأويل مشكل القرآن) فقد قال: "المجاز أسلوب من أساليب العرب تعبر به عن المعاني"، وقال أيضا: "وقد تبين لمن عرف اللغة أن القول يقع فيه المجاز"،


(١) إرشاد الفحول / الشوكاني، ج ١، ص ٩٥.
(٢) سورة سبأ، الآية (٣٣).
(٣) الكتاب / سيبويه، ج ١، ص ١٧٦.
(٤) روضة الناظر وجنة المناظر / ابن قدامة المقدسي، ج ١، ص ٦٤.

<<  <   >  >>