للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل.

ورجّح ابن عاشور أن المراد بيمينه قدرته وهذا قوله: " واليمين: وصف لليد ولا يدَ هنا وإنما هي كناية عن القدرة لأن العمل يكون باليد اليمين قال الشاعر أنشده الفرّاء والمبرد، قال القرطبي:

ولما رأيتُ الشمس أشرقَ نورها ... ناولتُ منها حَاجتي بيمين

أي بقدرة. وضمير (منها) يعود على مذكور في أبيات قبله، والمقصود من هاتين الجملتين تمثيل عظمة الله تعالى بحال من أخذ الأرض في قَبضته ومن كانت السماوات مطويةً أفلاكها وآفاقها بيده تشبيه المعقول بالمتخيَّل وهي تمثيلية تنحل أجزاؤها إلى استعارتين، وفيها دلالة على أن الأرض والسماوات باقية غير مضمحلة ولكن نظامهما المعهود اعتراه تعطيل" (١). وإلى مثل ذلك ذهب ابن عطية، والرازي، والقرطبي، وأبو حيان (٢).

في حين أثبت كلٌ من الطبري، وابن كثير، والشوكاني، والألوسي القبضة واليمين لله كما أثبتها الله لنفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل (٣).

أما القاسمي فقد ذكر أن في الآية مذهبين: مذهب السلف وهو إثبات ذلك


(١) التحرير والتنوير، ج ١١، ص ٦٢.
(٢) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٥٤١، والتفسير الكبير / الرازي ج ٩، ص ٤٧٤، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي.، ج ١٥، ص ٢٦٧، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ٤٢٢،
(٣) انظر جامع البيان / تالطبري، ج ٢٤، ص ٣٤، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٢، ص ١٥٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٤، ص، ٤٧٧.، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٢، ص ٢٨١

<<  <   >  >>