للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التعطيل، فهذا هو الكلام الحقيقي في هذا الباب" (١)

حجة القائلين: إن المراد بـ {بِيَمِينِهِ} المعنى الحقيقي لها:

استدلوا بالأحاديث الدالة على هذا المعنى ومنها ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَقْبِضُ اللهُ الأرض يومَ القيامة ويَطْوي السماءَ بيمينه، ثم يقول: أنا الملِك، أين ملوكُ الأرض؟ » (٢) وأخرج مسلم من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَطْوي الله عز وجل السموات يومَ القيامة، ثم يأخذُهُنَّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملِك، أين الجبّارون، أين المتكبِّرون؟ » (٣).

القول الراجح:

القول الراجح في المسألة هو مذهب السلف الصالح

ومما يؤيد هذا القول ويقويه القاعدة الترجيحة: (إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال فهو مرجح له)، وقد جاءت الأحاديث في ذلك منها:

ما رواه البخاري ومسلم وغيرهم عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: " جاء حبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! إن الله يضع السماء على إصبع , والأرض على إصبع , والجبال على إصبع , والشجر والأنهار على إصبع , وسائر الخلق على


(١) التفسير الكبير / الرازي، ج ٩، ص ٤٧٤.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله (والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة)، ج ٤، ص ١٨١٢، ح- ٤٥٣٤.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، ج ٤، ص ٢١٤٨، ح- ٢٧٨٨

<<  <   >  >>