للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للأرض ما تضمنته الكتب المقدسة وهو (سفر التكوين)، فدل ذلك على أنه في حال تضارب الأقوال يجد أحيانا في التوراة ما يسوغ له ترجيح قول على آخر.

القول الراجح:

والذي يظهر لي بعد النظر في الأقوال أن خلق الأرض متقدم على خلق السماوات.

ويؤيد هذا القول ما جاء في السنة المطهرة، ولاسيما ومن القواعد المتفق عليها في الترجيح بين المفسرين أنه (إذا اختلفت أقوال المفسرين في الآية، فإن القول الذي تدل عليه السنة الثابتة مقدم على غيره).

وأما مااختاره ابن عاشور مستندا في ذلك على ما جاء في سفر التكوين فلا أراه مصيباً في ذلك لأنه لنا في الاستدلال بالقرآن ما يكفينا عن ذلك.

قال ابن كثير: " وفي الأخبار غُنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وضع فيها أشياء كثيرة، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء، والسادة والأتقياء، والبررة والنجباء، من الجهابذة النقاد، والحفَّاظ الجياد، الذين دونوا الحديث وحررُّوه، وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه، من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضَّاعِين والكذّابين والمجهولين، وغير ذلك من أصناف الرجال " (١).

وقد جاء في صحيح البخاري أن ابن عباس - رضي الله عنه - سُئل عن هذا بعينه،


(١) تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٩، ص ١٥٥.

<<  <   >  >>