للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الراجح:

هو ما رجحه ابن عاشور والطبري من قبل وكثير من المفسرين في أن المراد بالبيوت بيوتهم التي يسكنون فيها أمرهم أن يجعلوها مساجد يصلون فيها، والدليل على ذلك ما روى عن ابن عباس - رضي الله عنه - في ذلك.

قال البغوي: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} قال أكثر المفسرين: كانت بنو إسرائيل لا يصلون إلا في كنائسهم وبِيَعِهم، وكانت ظاهرة، فلما أُرسل موسى أمر فرعون بتخريبها ومنعهم من الصلاة فأُمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم ويصلوا فيها خوفًا من فرعون، هذا قول إبراهيم وعكرمة عن ابن عباس.

وقال مجاهد: خاف موسى ومَنْ معه من فرعون أن يصلوا في الكنائس الجامعة، فأُمروا بأن يجعلوا في بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة، يصلون فيها سرًّا. معناه: واجعلوا بيوتكم إلى القبلة " (١). .

ومما يؤيد هذا القول ويرجحه قاعدة: (إعمال الأغلب في القرآن وتقديم المفهوم الجاري

في استعماله أولى) وقد رجّح بها الطبري في تفسيره كما تقدم. (٢).

أما ماروي عن سعيد بن جبير في أن المراد بالآية يقابل بعضها بعضا , فهو لا يصح.

وأما القول الثالث فيما روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنها قبل الكعبة فهذا لا يبعد


(١) معالم التنزيل / البغوي، ج ٤، ص ١٤٦.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١١، ص ١٧٩.

<<  <   >  >>