للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

همام إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة (١).

كما استدلوا على ذلك أيضاً بما جاء في صحيح البخاري من أن أم العلاء امرأة من نسائهم - أي من الأنصار - قد بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين , قالت أم العلاء: فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفي , وجعلناه في ثيابه , دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - " وما يدريك أن الله أكرمه ". فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أما عثمان فقد جاءه والله اليقين , وإني لأرجو له الخير , والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي " قالت: فو الله لا أزكي أحداً بعده أبداً وأحزنني ذلك قالت: فنمت فأريت لعثمان عيناً تجري، فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: " ذلك عمله" (٢).

حجة أصحاب القول الثالث الذين يقولون: إن المراد بالآية الأوامر والنواهي:

وذهب إليه الضحاك فيما يبدو لي لأنه لما استبعد أن يكون معنى الآية وارد في الآخرة ظهر له أن المقصود بذلك الأوامر والنواهي لأنها كانت تتنزل بين فترة وأخرى دون أن يكون له - صلى الله عليه وسلم - سابق علم بها.


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط، ج ١٩، ص ٣٥٧.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب القرعة في المشكلات وقوله: " إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم"، ج ٢، ص ٩٥٤، ح - ٢٦٨٧.

<<  <   >  >>