للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ ... } وهذا لا يصح عندي على ابن عباس، لأنه خبر لا ينسخ، ولأن شروط النسخ ليست هنا، اللهم إلا أن يتجوز في لفظة النسخ ليفهم سائلاً " (١).

كما أنهم احتجوا على كونها محكمة بأن الآية لا تعارض الآيات والأحاديث التي فيها أن الإنسان يلحقه ثواب غيره، وقد أجابوا على الأحاديث الواردة في ذلك، وفي ذلك يقول ابن كثير: "وأما الحديث الذي في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم ينتفع به " فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله، كما جاء في الحديث: " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن ولده من كسبه " (٢). والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه، وثبت في الصحيح: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً " (٣).

القول الراجح:

إن الآية محكمة وليست منسوخة , وهي من باب الخبر , ولا تحتمل هذا


(١) المحرر الوجيز/ ابن عطية، ج ٥، ص ٢٠٦.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك، ج ٢، ص ٥٣، ح- ٢٢٩٥.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن آخر الزمان، ج ٤، ص ٢٠٦٠، ح- ٢٦٧٤.

<<  <   >  >>