للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَادُوا يَفْعَلُونَ} (١) مع ما روي عن ابن عباس أنه قال: لو ذبحوا أي بقرة أجزأتهم , ولكن شددوا على أنفسهم , فشدد الله عليهم.

وبهذا تعلمون أن ليس في الآية دليل على تأخير البيان عن وقت الخطاب , ولا على وقوع النسخ قبل التمكن " (٢).

وممن وافق قوله قول ابن عاشور فيمن سبقه من المفسرين ابن كثير، والشوكاني، والقاسمي حيث يرون عدم النسخ في هذه الآية، وأن هذه الأوصاف المزيدة من باب التقييد للمأمور به لا من باب النسخ , وذلك الألوسي فهو يرى أن اختلاف العلماء في هذه الآية من باب النزاع اللفظي (٣).

ولم يتعرض الطبري ولا ابن عطية ولا أبو حيان لقضية النسخ، وكل ما ذكروه أنهم لما تعنتوا شددّ الله عليهم (٤).

أما الرازي والقرطبي فيرون أن هذه الآية ناسخة للفعل قبل وقوعه (٥).


(١) سورة البقرة، الآية (٧١).
(٢) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٥٥٢.
(٣) انظر تفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١، ص ٤٥٣، فتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٩٨ وروح المعاني / الألوسي، ج ١، ص ٢٨٨، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ١، ص ٣٦٣.
(٤) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١، ص ٣٩٦، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ١٦٢، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ١، ص ٤١٩.
(٥) انظر التفسير الكبير / الرازي، ج ١، ص ٥٤٦، الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ٤٥١.

<<  <   >  >>