للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر القرطبي، وأبو حيان، وابن كثير، والشوكاني، والألوسي، الخلاف الوارد فيهم ولم يرجحوا (١).

وذكر القاسمي معنى المؤلفة قلوبهم، ولم يتطرق للخلاف الوارد فيها ولا حتى بإشارة (٢).

حجة القائلين بأن المؤلفة قلوبهم انقطع وجودهم وُنسخ حكمهم:

حجتهم في ذلك إجماع الصحابة على ذلك في خلافة الصديق - رضي الله عنه -، وحينئذ يكون هذا الإجماع أو مستنده ناسخاً للآية في صنف المؤلفة.

واستدلوا على ذلك بفعل أبي بكر - رضي الله عنه - وعمر - رضي الله عنه -، فقد روي عن ابن سيرين عن عبيدة قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالا: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة , فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نزرعها ونحرثها , فذكر الحديث في الإقطاع وإشهاد عمر - رضي الله عنه - عليه ومحوه إياه قال: فقال عمر - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتألفكما , والإسلام يومئذ ذليل ,وإن الله قد أعز الإسلام فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما إن رعيتما , ويذكر عن الشعبي أنه قال: لم يبق من المؤلفة قلوبهم أحد إنما كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فلما


(١) انظر الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٨، ص ١٦٨، والبحر المحيط، / أبو حيان، ج ٥، ص ٥٩.، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٧، ص ٢٢٢، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٢، ص ٣٧٣، وروح المعاني / الألوسي، ج ٥، ص ٣١٢.
(٢) انظر محاسن التأويل / القاسمي، ج ٥، ص ٤٥٠.

<<  <   >  >>