للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومخصصة لها وذلك بناءً على القاعدة، وهذا قوله: " والحقّ أنّ هذا بيان لا نسخ، كما حقَّقه المحقِّقون، ولكن شاع عند المتقدّمين إطلاق النَّسخ على ما يشمل البيان " (١).

وممن سبق ابن عاشور إلى هذا الترجيح الطبري في تفسيره، وابن عطية، والرازي، والقرطبي، وكذلك أبو حيان والألوسي ومستندهم في ترجيحهم هذا على العقل، وكذلك القاسمي، وحجته في ذلك: أن لكل آية معناها فلا تعارض بين الآيتين، وذكر ابن كثير، والشوكاني الأقوال في ذلك ولم يرجحوا، وكذلك الشنقيطي بعد ابن عاشور ذكر الأقوال ولم يرجح (٢).

حجة القائلين بأن الآية منسوخة:

قالوا: إن الآية منسوخة بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.

استدلوا بما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} قال نسخت قوله: اتقوا الله حق تقاته (٣).

وخلاصة ما قالوه هم وغيرهم في توجيهها: إن قوله عز وجل {حَقَّ


(١) التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ٣، ص ٣٠.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٤، ص ٤٠، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٤٨٣، والتفسير الكبير / الرازي، ج ٣، ص ٣١٠، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٤، ص ١٦٦، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٣، ص ٢٠، وتفسير القرآن العظيم ابن كثير، ج ٣، ص ١٣١، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٣٦٨، وروح المعاني / الألوسي، ج ٢، ص ٢٣٤، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٢، ص ٤١٨، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١١٨. .
(٣) أخرجه الصنعاني في تفسيره، ج ٣، ص ٣١٤.

<<  <   >  >>