للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما على قراءة نافع فجعلوها جمع صاب مثل رام على أنه اسم فاعل من صبا يصبو إذا مال قالوا: لأن أهل هذا الدين مالوا عن كل دين إلى دين عبادة النجوم , ولو قيل لأنهم مالوا عن أديان كثيرة إذ اتخذوا منها دينهم كما ستعرفه لكان أحسن " (١).

ولقد استحضر ابن عاشور هذه القاعدة في تفسيره وذلك يتبين من رده للمعنى الآخر وهو الميل وهذا بناءً على القاعدة الحاضرة في ذهنه وهي (أن الأصل توافق القراءات في المعنى أو تقاربهما).

أما الطبري فقد اقتصر على القراءة بالهمز، ولم يذكر القراءات الأخرى.

في حين نجد معظم المفسرين منهم ابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، والشوكاني والألوسي، والقاسمي قد ذكروا كلا القراءتين ومعناهما، ولم يعقبوا على ذلك.

أما الرازي فقد ذكر كلا القراءتين، واختار قراءة الهمز، وذلك بناءً على معناها (٢)، وإليك التفصيل:

حجة أصحاب القول الأول وهم الذين يرون أن القراءتين متوافقتان في المعنى:

حجتهم في ذلك أن الأصل توافق القراءات في المعنى.


(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٥٣٣.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١، ص ٣٦٧، ، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ١٥٧. والتفسير الكبير / الرازي، ج ١، ص ٥٣٥، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ٤٣٩، البحر المحيط /أبو حيان، ج ١، ص ٤٠١، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١، ص ٤٣٤، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٩٤، وروح المعاني / الألوسي، ج ١، ص ٢٧٨،

<<  <   >  >>