للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ساكنين، ويحتمل أن تكون «تلوا» من قولك ولي الرجل الأمر " (١).

وقريب منه الرازي، والقرطبي إلا أنهما ساقا قول النحاس والزجاج ومقتضى قولهما أن القراءة الثانية يؤول معناها إلى القراءة الأولى كما ذكر ابن عاشور، وهذا التفصيل ذكره أبو حيان والشوكاني، والألوسي.

أما ابن كثير والقاسمي فلم يتطرقا لذكر هذه القراءات واكتفيا بالمعنى الأول وهو التحريف وتعمد الكذب (٢).

حجة أصحاب القول الأول وهم الذين يرون أن القراءتين متفقتان في المعنى:

قال النحاس: " زعم بعض النحويين أن من قرأ (تلُوا) فقد لحن، لأنه لا معنى للولاية ها هنا , وليس يلزم هذا ولكن تكون (تلوا) بمعنى (تلووا) وذلك أن أصله (تلووا) فاستثقلت الضمة على الواو بعدها واو أخرى، فألقيت الحركة على اللام وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين، وهي كالقراءة بإسكان اللام وواوين، ذكره مكي " (٣).

وقال الزجاج: " المعنى على قراءته (وإن تلووا) ثم همز الواو الاولى فصارت


(١) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٢، ص ١٢٣.
(٢) انظر التفسير الكبير /الرازي، ج ٤، ص ٢٤٢، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٥، ص ٤١٢، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٣، ص ٣٨٦، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ٤، ص ٣١٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ٥٢٤، وروح المعاني / الألوسي، ج ٣، ص ١٦٢، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٣، ص ٣٧٢.
(٣) معاني القرآن / النحاس، ٢، ص ٢١٣ - ٢١٥.

<<  <   >  >>