للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأه ابن كثير وابن عامر (نضَعِّف) بنون العظمة وبتشديد العين مكسورة ونصب (العذابَ) على المفعولية؛ فيكون إظهار اسم الجلالة في قوله بعده: (وكان ذلك على الله يسيراً) إظهاراً في مقام الإضمار.

وقرأه أبو عمرو ويعقوب (يُضَعَّف) بتحتية للغائب وتشديد العين مفتوحة. ومفاد هذه القراءات متّحِدُ المعنى على التحقيق " (١).

ومن هذا المثال نلحظ تطبيق ابن عاشور في تفسيره لهذه القاعدة حيث أنه بعد أن ذكر القراءات الواردة فيها ذكر أن معناها واحد.

وموقف ابن عاشور من هذه القراءات، في أنها متحدة في المعنى هو ما ذهب إليه بعض المفسرين ومنهم الطبري حيث رد قول من فرّق بين قراءة يضاعف ويضعف، إلا أنه رجّح قراءة الجمهور وردّ ما عداها وهذا ما عهدناه منه في طريقته في الترجيح بين القراءات (٢).

وكذلك ممن ذهب من المفسرين إلى أن القراءات متحدة في المعنى: ابن عطية والقرطبي، وأبو حيان، والشوكاني (٣).

أما الرازي، وابن كثير و، القاسمي والشنقيطي فلم يتطرقوا لذكر القراءات في كلمة يضاعف في هذه الآية.


(١) التحرير والتنوير، ج ١٠، ص ٣١٩.وهذه القراءات متواترة. انظر السبعة / ابن مجاهد، ص ٥٢١، والتيسير / الداني، ص ١٧٩ , ومتن الشاطبية / الشاطبي , ص ١٤٢.
(٢) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢، ص ١٧٩.
(٣) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٣٨٢، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٤، ص ١٧٠، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ٢٢١، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٤، ص ٢٧٦.

<<  <   >  >>