للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشين، فهو اسم مفعول، إذا أُوجد وصُنع، أي التي أنشأها الناس بإلهام من الله فحصل من الكلام مِنَّتان: مِنة تسخير السفن للسير في البحر، ومنّة إلهام الناس لإِنشائها.

وقرأه حمزة وأبو بكر عن عاصم بكسر الشين فهو اسم فاعل.

فيجوز أن يكون المنشئات مشتقاً من أنشأ السير إذا أسرع، أي التي يسير بها الناس سيراً سريعاً. قال مجاهد: المنشئات التي رفعت قلوعها، والآية تحتمل المعنيين على القراءتين باستعمال الاشتقاق في معنيي المشتق منه ويكون في ذلك تذكيراً بنعمة إلهام الناس إلى اختراع الشراع لإِسراع سير السفن وهي مما اخترع بعد صنع سفينة نوح " (١).

وابن عاشور في هذا المثال نجده مستحضراً لقاعدة (أن اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة) وإلى ذلك ذهب معظم المفسرين (٢).

ويرى الطبري أن القراءتين متقاربتان في المعنى (٣).


(١) التحرير والتنوير/ ابن عاشور، ج ١٣، ص ٢٥١.
(٢) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٢٢٩، والجامع لأحكام القرآن /القرطبي، ج ١٧، ص ١٥٨.، البحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ١٩١، ، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٣، ص ٣١٩، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ١٣٤، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٤، ص ١٠٧، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٨، ص ٥٦٣. . .
(٣) جامع البيان / الطبري، ج ٢٧، ص ١١٥.

<<  <   >  >>