للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المقدمة السادسة من مقدمات هذا التفسير " (١).

وممن وافق ابن عاشور في الأخذ بكلا القراءتين ابن عطية وأبو حيان وابن كثير والقاسمي حيث ذكروا كلا القراءتين ومعناهما، ولم يرجّحوا أحدهما على الأخرى، وإنما ذكروا كل قراءة ومن قرأ بها فكأنهم يقولوا بهما جميعا كما هو عمل ابن عاشور، وقال ابن كثير: " وكلاهما متواتر ومعناهما صحيح (٢).

في حين رجّح الطبري القراءة بالضاد وما يترتب عليها من معنى (٣).

أما الرازي، والقرطبي، والشوكاني، والألوسي فقد رجحوا المعنى الآخر حيث ذكروا أنه من اختيار أبي عبيدة وذكر الرازي توجيهين لهذا الاختيار (٤).

حجة من قال: إن معنى قوله " بِضَنِينٍ " أي بخيل:

حجتهم في ذلك رسم المصحف، قال الطبري: " وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك (بِضَنِينٍ) بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها. فإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك: تأويل من تأوّله، وما محمد على ما علَّمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس، بل هو


(١) التحرير والتنوير، ج ١٥، ص ١٦١.
(٢) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٤٤٤.، والبحر المحيط / أبوحيان، ج ٨، ص ٤٢٦.، وتفسير القرآن / العظيم / ابن كثير، ج ١٤، ص ٢٧١، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٩، ص ٣٤٣.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٣٠، ص ١٠٤.
(٤) انظر التفسير الكبير / الرازي، ج ١١، ص ٧٠، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ٢٠، ص ٢٣٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ٣٩٢، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٥، ص ٢٦٥.

<<  <   >  >>