للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«القاموس»: «وكأمير وكتف وصاحب ذُو الملك» " (١).

كما نجد ابن عاشور قد ردَّ على بعض العلماء السابقين الذين يرجحون بين القراءات الثابتة، ومن ذلك ردّه على ابن جرير عند توجيه القراءات في كلمة (يطهرن) حيث رجّح الطبري قراءة التشديد قائلاً " وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ: " حتى يطَّهَّرن " بتشديدها وفتحها، بمعنى حتى يغتسلن، لإجماع الأمة على أنه حرام على الرجل أن يقرب امرأته بعد انقطاع الدم عنها حتى تطهر " (٢) ... فكان رد ابن عاشور عليه بقوله: " بأنه مردود بأن لا حاجة إلى الاستدلال بدليل الإجماع , ولا إلى ترجيح القراءة به " (٣).

أما منهجه في ذكر القراءات الشاذة:

فقد ذكر ابن عاشور في تفسيره أنه لن يتعرض للقراءات الشاذة، ولكنه يذكرها أحياناً، ولأغراض معينة، وهو إن ذكرها إما أن يصرح بشذوذها، ويذكر وجه ذكره لها - كما سيأتي - وإما أن لا يصرح بشذوذها، ولكنه يفهم منه تلميحا ضعفها فمثلاً عند قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} (٤) قال: "والقراءة المتواترة {الْمَلَكَيْنِ} بفتح لام الملكين، وقرأه ابن عباس والضحاك


(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ١٧٥.
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن / الطبري، ج ٢، ص ٤٦٢.
(٣) التحرير والتنوير، ج ٢، ص ٣٦٨.
(٤) سورة البقرة، الآية (١٠٢).

<<  <   >  >>