للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى ذلك معظم المفسرين. (١) بل يكاد يتفق العلماء على أن الرحمن أبلغ من الرحيم، وفي كلام ابن جرير ما يفهم حكاية الاتفاق على هذا (٢).

حجة من قال: إن الرحمن أبلغ الرحيم:

حجتهم في ذلك أن الرحمن فيها من المبالغة ما ليس في الرحيم.

قال الزمخشري موضحاً هذا المعنى: (الرحمن) فعلان من رحم، كغضبان وسكران، من غضب وسكر، وكذلك (الرحيم) فعيل منه، كمريض وسقيم، من مرض وسقم، وفي (الرحمن) من المبالغة ما ليس في (الرحيم)، ولذلك قالوا: رحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا، ويقولون: إنّ الزيادة في البناء لزيادة المعنى " (٣).

وقال ابن عطية: "والرحمن صفة مبالغة من الرحمة، ومعناها أنه انتهى إلى غاية الرحمة كما يدل على الانتهاء سكران وغضبان، وهي صفة تختص بالله ولا تطلق على البشر، وهي أبلغ من فعيل، وفعيل أبلغ من فاعل، لأن راحماً يقال لمن رحم ولو مرة واحدة، ورحيماً يقال لمن كثر منه ذلك، والرحمن النهاية في


(١) انظر جامع البيان الطبري، ج ١، ص ٦٦، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٦٣، والتفسير الكبير/ الرازي، ج ١، ص ٢٠٢، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ١٢١، والبحر المحيط / أبو حيان، ١، ص ١٢٥، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١، ص ١٩٨، وفتح القدير / الشوكاني، ج ١، ص ١٨، وروح المعاني / الألوسي، ج ١، ص ٦٤، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ١، ص ٢٤٥، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١٩.
(٢) انظر جامع البيان الطبري، ج ١، ص ٦٦، .
(٣) الكشاف / الزمخشري، ج ١، ص ١٠٨.

<<  <   >  >>