للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإشارة في مثل هاته المواقع " (١).

ثانياً: الترجيح بعبارة (أشهر):

استخدم ابن عاشور هذه العبارة في مواضع متعددة من تفسيره، ومن أبرزها:

١ - ترجيح قراءة على أخرى ومن ذلك ما ذكره عند قوله تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} (٢) قال: " وقرأ حفص عن عاصم {وَمَا أَنْسَانِيهُ} بضم هاء الضمير على أصل الضمير وهي لغة، والكسر أشهر لأن حركة الكسرة بعد الياء أخف" (٣) ... .

٢ - في ترجيح معنى على آخر فيما كان لفظاً يحتمل عدة معاني فإنه يرجح بصيغة التفضيل أشهر في الغالب , ومن ذلك قوله عند قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (٤): " والقروء جمع قرء بفتح القاف وضمها وهو مشترك للحيض والطهر. وقال أبو عبيدة: إنه موضوع للانتقال من الطهر إلى الحيض، أو من الحيض إلى الطهر، فلذلك إذا أطلق على الطهر أو على الحيض كان إطلاقاً على أحد طرفيه، وتبعه الراغب، ولعلهما أرادا بذلك وجه إطلاقه على الضدين. وأحسب أن أشهر معاني القرء عند


(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٢٤٢.
(٢) سورة الكهف، الآية (٦٣).
(٣) التحرير والتنوير، ج ٧، ص ٣٦٧.
(٤) سورة البقرة، الآية (٢٢٨).

<<  <   >  >>