للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - وقد اعتنى ببيان الإعجاز القرآني وإظهاره من خلال تفسيره للآيات (١)، ومن أمثلة ذلك ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} (٢) قال: "ومن دقائق القرآن قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} وهي عبارة لم يأت مثلها فيما كتب من أخبار فرعون، وإنها لمن الإعجاز العلمي في القرآن إذ كانت الآية منطبقة على الواقع التاريخي. والظاهر أن الأمواج ألْقَت جثّته على الساحل الغربي من البحر الأحمر فعثر عليه الذين خرجوا يتقصون آثاره ممن بقُوا بعده بمدينة مصر لما استبطأوا رجوعه ورجوع جيشه، فرفعوه إلى المدينة وكان عبرة لهم " (٣).

الجهة الرابعة: وهي الإخبار بالمغيبات (٤):

ومن أمثلة ذلك ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (٥) قال: " وفي هذه الآية طرف من الإعجاز


(١) التحرير والتنوير، ج ١، ص ١٢٨.
(٢) سورة يونس، الآية (٩٢).
(٣) التحرير والتنوير، ج ٦، ص ٢٨٠.
(٤) التحرير والتنوير، ج ١، ص ١١٣.
(٥) سورة فصلت، الآية (٥٣).

<<  <   >  >>