للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (١) وقيل الكرسي غير العرش، فقال ابن زيد هو دون العرش وروى في ذلك عن أبي ذَر - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما الكرسيُ في العرش إلاّ كحلقة من حديد ألقيَتْ بين ظهري فلاة من الأرض " وهو حديث لم يصح. وقال أبو موسى الأشعري والسُدى والضحاك: الكرسي موضع القدمين من العرش، أي لأنّ الجالس على عرش يكون مرتفعاً عن الأرض فيوضع له كرسي لئلا تكون رجلاه في الفضاء إذا لم يتربَّع، وروي هذا عن ابن عباس. وقيل: الكرسي مثلَ لعلم الله، وروي عن ابن عباس لأنّ العالم يجلس على كرسي ليعلّم الناس. وقيل: مثل لملك الله تعالى كما يقولون فلان صاحب كرسي العراق أي ملك العراق " (٢).

الرد على ابن عاشور:

ما ذكره ابن عاشور في تفسير معنى الكرسي وأنه غير مراد على حقيقته قول تردّه الآثار، فقد صحّ عن ابن عباس: " {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قال: موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشه " (٣)، وفيه: إثبات القدمين لله عز وجل على ما يليق بجلال الله وعظمته.


(١) سورة المؤمنون، الآية (٨٦).
(٢) التحرير والتنوير، ج ٣، ص ٢٣.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ج ١٢، ص ٣٩، ح- ١٢٤٠٤، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ج ٦، ص ٣٢٣، وقال: رجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>