ويعشق إليه من لم يره، ولا يدري أن ذلك المدرس ضيع أوقاته وسمن بلادته، قال في الإحياء: من وظيفة المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه، فلا يلقي إليه مالاً يبلغه عقله فينفره ويتخبط عقله.
وقد سبق النقل عنه أن المبتدئ في علم ينبغي له الاحتراز عن الإصغاء إلي الوجوه والاختلافات.
وقال العلامة السبكي في كتاب معيد النعم: حق المدرس أن يحسن إلقاء الدرس وتفهيمه للحاضرين، فإن كانوا مبتدئين، فلا يلقي عليهم ما لا يناسبهم من المشكلات، بل يدربهم ويأخذهم بالأهون فالأهون إلي أن ينتهوا إلي درجة التحقيق، وإن كانوا منتهين فلا يلقي عليهم الواضحات، بل يدخل بهم في المشكلات، انتهى.
أقول: وبعض الناس يظن أن الأولى أن يلقي على المبتدئين الدقائق والمشكلات ليحد ذهنه ويقوي ذكاه. أقول: كلا ثم كلا، وهل يحمل الطفل الصغير ما يحمله الأقوياء؟ ! ثم أقول: فوجب أن لا يشارك المبتدئ والمنتهي في درس، وكذا الذكي والبليد.
وفي تعليم المتعلم:
عدوى البليد إلي الجليد سريعة ... كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
- ومنها تزيين الطالب أطراف نسخة درسه بترقيم هوامش لم يدر المراد بها ومساس الحاجة إليها، ولم يميز صحيحها عن سقيمها، وبعض