للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمثال هؤلاء لا ينالون الكمال في العلم، إذ الكمال فيه لا يتأتى إلا بالفهم والإتمام، وذلك ظاهر. قال في تعليم المتعلم: ينبغي للطالب أن يثبت على أستاذ وعلى كتاب حتى لا يتركه أبتر، وعلى فن حتى لا يشتغل بفن آخر قبل أن يتقن الأول .... إلى آخر ما قال.

وقال فيه: فهم حرفين من حفظ وقرين.

- ومنها عدم صبر بعض الطلبة على السكوت إلي أن يتم تقرير الأستاذ فيتكلم في أثناء تقريره، وفي ذلك أذية للأستاذ وإخلال لإفادة الأستاذ. قال في الوصايا القدسية، ويترك الطالب ما طالعه وفهمه قبل مجلس الأستاذ ويصغى بإلقاء السمع وحضور العقل إلي ما يقرره الأستاذ، فربما طالع وفهم ما ليس بمراد المصنف أو الشارح، ولا يمكن الأستاذ من التقرير والتحقيق، فمثل هذا المتعلم لا ينتهي بل ربما يتراجع، انتهى.

أقول: والحمقاء من الطلبة تنقسم إلي سكيت وهو أهون على الأستاذ. وإلي مكثار يتكلم مع الأستاذ ويجاوب الشركاء ويعترض على كلامهم قبل فهم مرادهم، ويتكلم بالظاهر البين، وقد يتكلم بكلام إذ استفسرته عن مراده به يتحير ولا يدري ماذا يقول، فمثل ذلك الطالب يغضب المعلم الحليم ويهلك المعلم الغضوب ويطفئ حدة أذهان شركائه، فعلى الأستاذ أن يسكته فإن لم يسكت يطرده عن مجلس الدرس. وإنما يريد الحمقاء بذلك إظهار الذكاء، والطالب الذكي تكون سيرته في الغالب الإصغاء إلى كلام.

<<  <   >  >>