الأستاذ بالتدبر والتغافل عن أقوال الشركاء، فلا يتكلم إلا عند الحاجة، وإذا تكلم يوجز، وإذا تمت الحاجة يسكت، فأيده الله تعالى وأظفره بمقصوده.
قال في تعليم المتعلم:
(إذا تم عقل المرء قل كلامه ... وأيقن بحمق المرء إن كان [مكثراً])
وقال على رضي الله عنه: إذا تم العقل نقص الكلام. وقال بزرجمهر: إذا رأيت الرجل يكثر في الكلام فاستيقن بجنونه، انتهى ما في تعليم المتعلم.
ثم إن تجاوب الشركاء قد يؤدي إلي التغاضب بين يدي الأستاذ وفي ذلك أذية عظيمة له، يعرفه من يبتلي به فأتى يفلحون؟ !
- ومنها أن بغض الطلبة يكون معظم همه إظهار الفضل والمراءة لا تحصيل العلم، فيطلب حاشيته على نسخة درسه فيحفظ منها اعتراضاً وجواباً عنه، فيورد الاعتراض على الأستاذ على أنه من مخترعات فكره، فقد يعجز الأستاذ عن جوابه فيجيب عنه أو يبقيه.
أو يحفظ منها نكتة فيقررها على الأستاذ على أنها من مخترعات فكره، كل ذلك لإظهار ذكائه وقوة حدسه، وقد لا يفهم ما في الحاشية فيضطرب كلامه ولا ينفهم مراده فيقع الأستاذ في مشقة. وأمثال هؤلاء يفتضحون كثيراً فلا يعتقدهم الأستاذ والشركاء كما يتمنونه، ثم إنهم لا يفلحون.
- ومنها استنكاف المعلم أن يقول لا أدري، فيفوه بما لا يدري