يحصل بالتعليم والتعلم وإنما يحصل بالمجاهدة التي جعلها الله تعالى مقدمة للهداية، حيث قال تعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. وفي الحديث:"من عمل بما علم ما لم يعلم" انتهى. ويقابله علم الشريعة والعلم الظاهر وعلم المعاملة، والثلاثة عبارة عما يتلقى من الأنبياء، وهو علم الكتاب والسنة، وعلم ما يستنبط منهما. قال في "الإحياء": الشريعة عبارة عن الظاهر والحقيقة عبارة عن الباطن. وقال فيه: علم الآخرة قسمان: علم المكاشفة وعلم المعاملة، انتهى.
ولعل وجه تسمينهم علم الشريعة العلم الظاهر، كونه متلقى من القول المسموع.
وأما علم الباطن فهو قسمان: قسم منه ما ألقاه الله تعالى في القلب من علم الغيوب، وإلقاؤه إلا بما واسطة الاطلاع على أماراتها، كعلم الخضر عليه السلام سبب حل خرق السفينة وقتل الغلام، وعلمه الكنز الذي تحت الجدار، وعلمه فائدة إقامة الجدار. وإما بواسطة الاطلاع على أماراتها