للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي خفيت دلالاتها عليها، كعلم تأويل الرؤيا وعلم بعض الأشياء بالفراسة، وكالانتقال من النصوص إلى أشياء لمناسبة ما بالمكاشفة لا بقواعد العربية، كما ذكره البيضاوي عند قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} وقسم منه: علم الإنسان الأحوال التي وهبها الله تعالى له بعد الطاعة، كالأحوال الحاصلة لأرباب مجاهدة النفس والشيطان، وهي ما سماها الصوفية بالذوق والشرب والري والسكر والصحو والفناء والبقاء والتجلي، إلى غير ذلك. وهذه الأحوال لا يمكن التعبير عن حقائقها، وإنما يعرفها من ذاقها كلذه الجماع.

فما قاله الطيبي] في شرح الكشاف [نقلًا عن البعض: العلم اللدني أمر وجداني لا يفي بنطقه المقال، انتهى. محمول على بعض أقسام العلم اللدني، بخلاف ما قاله] في [التتارخانية: فإن ما يحصل بالمجاهدة أعم من أن يفي بنطقه المقال بعد حصوله، كما علم الخضر موسى عليهما السلام. إن قلت أليس قد بين تلك الأحوال في كتب التصوف كرسالة القشيري؟

قلت: ذلك البيان تقريب إلى الأفهام بدون الإفهام التام، فإن السكر

<<  <   >  >>