للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١-النصب على اعتبار أن هذا المنادى (الأول) مضافًا للمضاف إليه المذكور في الكلام، والاسم الثاني المكرر مقحماً بين المتضايفين (ويعرب توكيدًا لفظيًا للأول) (١) ، أو مضافًا إلى محذوف يماثل المذكور، وأصل الكلام: يا طالبَ العلِم طالبَ العلم. بإضافتين في الأسلوب الواحد، ويكون الاسم الثاني منصوبًا على أنه توكيد لفظي أو بدل أو عطف بيان أو مفعولاً به لفعل محذوف أو منادى بحرف نداء محذوف.

٢-بناء الأول على الضم؛ لأنه مفرد معرفة (بالقصد والإقبال) في محل نصب. ويكون الثاني حينئذ توكيدًا لفظيًا أو بدلاً أو عطف بيان مراعى في الثلاثة محل المتبوع - لأنه في محل نصب كما ذكرنا - أو يكون منادى سقط منه حرف النداء، أو مفعولاً به لفعل محذوف، وبهذا تبين أن الثاني واجب النصب، والوجهان في الأول، ومن ذلك ما أشار إليه ابن هشام - رحمه الله - من قول الشاعر:

(١) يا زيدُ زيدَ اليعملات الذُّبَّلِ.........تطاول الليل عليك فانزلِ (٢)


(١) وعلى هذا فيصح الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالتوكيد اللفظي. واغتفر ذلك لاتحاده بالأول لفظًا ومعنى. وقد أشار لذلك الشيخ يس في حاشيته على شرح الفاكهي على القطر (٢/١٠٧) .
(٢) اليعملات: جمع يعملة. بياء مفتوحة بعدها عين ساكنة، وهي الناقة القوية على العمل والجمل يعمل، قال في القاموس: ولا يوصف بهما إنما هما اسمان. الذبل: جميع ذابل أي: ضامرة من طول السفر. فانزل: أي انزل عن راحلتك واحْدُ الإبل فإن الليل قد طال وحدث للإبل الكلال فنشطها بالحداء وأزل عنها الإعياء.

إعرابه: يا زيد: يا: حرف نداء. زيد: بالضم منادي مبني على الضم في محل نصب لأنه مفرد علم. وزيد: بالنصب. منادى منصوب لأنه مضاف - كما ذكرنا في الشرح - (زيد اليعملات) بالنصب ليس إلا، ونصبه على الأوجه المذكورة. الذبل: صفة مجرورة: تطاول: فعل ماض مبني على الفتح (الليل) فاعل. (عليك) جار ومجرور متعلق بالفعل قبله (فانزل) الفاء استئنافية. و (انزل) فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر لأجل الروي، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا وتقديره (أنت) .

<<  <   >  >>