للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فصل في ترخيم المنادى

قوله: (وَيَجُوزُ تَرْخِيمُ المُنَادَى المَعْرفَةِ، وهَوُ حَذُفُ آخِرِهِ تَخْفِيفاً، فَذُو التَّاءِ مَطْلَقًا كـ (يَا طَلْحُ، وَيَا ثُبُ)

من أحكام المنادى: الترخيم. وهو: حذف آخره تخفيفاً على وجه مخصوص، فتقول: يا حارِ، في نداء: حارث، وفي نداء طفلة اسمها (عَزَّة) : يا عَزَّ.

وقوله: (حَذفُ آخره) أي حذف آخر المنادى. ولم يقيده بكونه حرفًا ليشمل الحرف، والحرفين، وجزء المركب، كما سيأتي.

وقوله: (تخفيفاً) أي لمجرد التخفيف، وفيه بيان أن أهم أغراض الترخيم هو التخفيف.

وشروط الترخيم: أن يكون المنادى معرفة إما بالعلمية، وإما بالقصد والإقبال (وهو النكرة المقصودة) .

والمنادى الذي يراد ترخيمه قسمان:

الأول: مقترن بتاء التأنيث.

الثاني: مجرد منها.

أما المقترن بتاء التأنيث فيجوز ترخيمه (مطلقًا) أي: سواء أكان علماً، أم نكرة مقصودة، ثلاثيًا أم أكثر.

فتقول في نداء (طلحة) : يا طلحَ (١) فـ (طلحَ) . منادى مبني على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب.

وتقول في نداء (عائشة) : يا عائشَ (٢) ، وتقول في نداء فتاة اسمها (هِبَة) ياهِبَ، وتقول في نداء (ثُبة) وهي الجماعة: يا ثُبَ.

قوله: (وَغَيْرُهُ بِشَرْطِ ضَمْهِ وعَلَميَّتِه وَمُجَاوَزَتَهِ ثَلاَثَةَ أحْرُفٍ كَـ (يَا جَعْفُ ضَمَّا وَفَتحا) .

هذا القسم الثاني من المنادى الذي يجوز ترخيمه، وهو المجرد من تاء التأنيث، فيشترط فيه - زيادة على ما تقدم - ثلاثة شروط:

الأول: أن يكون مبنياً على الضم.

الثاني: أن يكون تعريفه بالعلمية دون غيرها.

الثالث: أن يكون متجاوزاً ثلاثة أحرف.


(١) يجوز فيه الضم: يا طلحُ - كما ذكر ابن هشام في القطر فهو منادى مبني على الضم في محل نصب. وكذا ما بعده. وسيأتي إن شاء الله ذكر ذلك.
(٢) ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - (مالك يا عائشَ) في حديث طويل رواه مسلم برقم (١٠٣) ٩٧٤.

<<  <   >  >>