للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا القسم الثاني من جوازم المضارع وهو ما يجزم فعلين. وقد ذكر المصنف إحدى عشرة أداة. منها ما هو اسم له محل من الإعراب ومنها ما هو حرف لا محل له من الإعراب. وسأبين ذلك إن شاء الله فأقول: -

١-إِنْ: وهي حرف شرط جازم لا محل له. وهي تفيد تعليق وقوع الجواب على وقوع الشرط، من غير دلالة على زمان أو مكان أو عاقل أو غير عاقل. نحو: إن تصحب الأشرار تندم. ومنه قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} فـ (إن) حرف شرط جازم و (يشأ) فعل الشرط مجزوم بالسكون، والفاعل ضمير مستتر. (يذهبكم) جواب الشرط مجزوم. والفاعل ضمير مستتر. والكاف مفعول به، والميم علامة الجمع.

٢-إذ ما: وهي حرف شرط جازم - على الأرجح (١) - فلا محل له من الإعراب. وهي لمجرد تعليق الجواب على الشرط، مثل (إن) واتصالها بـ (ما) الزائدة شرط في جزمها، نحو: إذا ما تفعل شرًا تندم. فـ (إذ ما) حرف شرط جازم (تفعل) فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنت (تندم) فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر كالذي قبله.

٣- أيُّ: بالتشديد. اسم شرط جازم. وهي بحسب ما تضاف إليه. فتكون للعاقل نحو: أيُّهم يَقُمْ أقمْ معه. فـ (أيُّ) اسم شرط جازم مبتدأ مرفوع، ولغير العاقل نحو: أيَّ الكتب تقرأ أقرأ. فـ (أيَّ) اسم شرط جازم مفعول مقدم منصوب، وتكون للزمان نحو: أيَّ يوم تسافر أسافرْ، وللمكان نحو: أيَّ بلد تسكنْ أسكنْ. فـ (أيَّ) اسم شرط جازم منصوب على الظرفية الزمانية في الأول ولمكانية في الثاني. وإن أضيفت إلى مصدر فهي مفعول مطلق نحو: أيَّ نفعٍ تنفعِ الناس يشكروك عليه.


(١) تقدم أن المصنف - رحمه الله - رجح أن (إذ ما) اسم شرط. وهنا رجحتُ أنها حرف شرط اختيارًا لما مشى عليه في أوضح المسالك. لأن شبهها بـ (إن) أقوى من شبهها بـ (متى) وهو قول سيبويه كما في التصريح (٢/٢٤٧) .

<<  <   >  >>