للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منقور في الجبل على قدر رأس الإنسان (١)، يقال إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جلس على الصخرة التي تحتها. وكذلك شمالي المسجد غارٌ في الجبل تقول عوام الناس إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخله. ولا يصح ذلك، وكل هذا لم يرد به نقل، فلا يعتمد عليه.

وقِبْلي مشهدِ حمزة -رضي الله عنه- جبلٌ صغير يسمى عنيين (٢) بالعين المهملة المفتوحة وبكسر نون الأولى، والوادي بينهما، كان عليه الرماة يوم أحد، عنده مسجدان أحدهما مع ركنه الشرقي، يقال إنه الموضع الذي طُعن فيه حمزة -رضي الله عنه-، وقد تجددت هناك عين ماء، جدده الأمير بدر الدين وُدي بن جماز (٣) صاحب المدينة، مفيضها بالقرب من هذا المسجد. والمسجد الآخر، شمالي هذا المسجد، على شفير الوادي، يُقال إنه مصرع حمزة -رضي الله عنه-، وإنه مشى بطعنته إلى هناك فَصُرع -رضي الله عنه-. وبين مشهد حمزة -رضي الله عنه- وبين المدينة، ثلاثة أميال (٤)، ونصف ميل، أو ما يقاربه وإلى جبل أحد ما يقارب أربعة أميال من المدينة، والله تعالى أعلم.


(١) على الرغم من أنني وقفت على موضع شبيه بهذا الوصف إلّا أنني لم أجد له أصلًا فهو من الموضوعات والبدع كما أشار المؤلف بعد قليل.
(٢) عَنِيين هكذا ورد اسم هذا الجبل رسمًا وضبطًا في الأصل على الرغم أن ذلك هو من خطأ الناسخ حيث نقل السمهودي ضبطًا صحيحًا له عن المطري، كما يدل على ذلك أيضًا وروده عنده صحيحًا فيما بعد، وعلى أية حال هذا خطأ فهو عينين بمسمى تثنية عين على الراجح هو جبل الرماة حيث صعد عليه رماة المسلمين في غزوة أحد، وهو جبل صغير يقع قرب قبر حمزة -رضي الله عنه- من الجنوب، وعليه بعض آثار لمبانٍ قديمة، ويذكر أن صخرة وحشي تقع في شرقيه. السمهودي: وفاء الوفا، ج ٤ ص ٨٤٨، ١١٧١؛ الأنصاري: آثار المدينة ص ٢٠١ - ٢٠٢؛ العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ص ٥٣١ - ٥٣٢.
(٣) ودي بن جماز: تولى إمارة المدينة بعد نزاع وغارات عليها ثم سجن أربع سنوات ثم تولى الإمارة ما بين عامي ٧٤١ هـ و ٧٤٣ هـ، وتوفي بعد ذلك بقليل عام ٧٤٥ هـ وكان ذا عقل ورأي وشجاعة. ابن فرحون: نصيحة المشاور ص ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٤) أميال: جميع ميل. والمسافة بين المسجد النبوي وموقع المعركة عند سفح أحد الجنوبي ستة أكيال.

<<  <   >  >>