للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثنا علي بن سالم، ثنا إسماعيل بن أبي فديك عن معاذ بن سعيد السلمي، عن أبيه، عن جابر -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مر بمسجد الفتح الذي على الجبل وقد حضرت صلاة العصر، فرقى فصلى فيه صلاة العصر (١).

وروى هارون بن كثير عن أبيه عن جده، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- دعا يوم الخندق على الأحزاب في موضع الأسطوانة الوسطى من مسجد الفتح، الذي على الجبل (٢).

قلت: هذا المسجد على قِطعة من جبل سَلْع من جهة الغرب، وغربيه وادي بطحان، وفيه عيون تجري بعضها، وبعضها ليس فيها ماء، ويُعرف الموضع بالسَّيح (٣) بسين مُهملة وياء مثناة من تحت، يُصعد إليه من درجتين شمالية وشرقية، وكان في ثلاث أسطوانات قبل هذا البناء الذي هو عليه اليوم، من بناء عمر بن عبد العزيز، فلذلك قال في الحديث المتقدم موضع الأسطوانة الوسطى، فتهدم على طول الزمان، حتى جدد بناءه الأمير سيف الدين الحسين بن أبي الهيجا أحد وزراء العبيديين بمصر في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

وكذلك جَدد بناء المسجدين اللذين تحته من جهة القبلة، يعرف الأول الذي يلي القبلة مسجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والثاني يلي الشمال ويعرف بمسجد سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، جددهما في سنة سبع وسبعين وخمس مئة (٤).


(١) في سنده معاذ بن سعيد وهو مجهول. ابن حجر التقريب ص ٥٣٦.
(٢) لم نعثر عليه في المصادر المتاحة.
(٣) السيح محلة معروفة بالمدينة إلى اليوم في الجهة التي ذكرها المؤلف إلّا أنها أصبحت أوسع من ذلك جنوبًا.
(٤) أي جددهما ابن أبي الهيجاء السابق ذكره، والمسجدان لا يزالان معروفين.

<<  <   >  >>