للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد السلامي -رضي الله عنه- درجًا يَنْزلُ إليها منه مَنْ يريد الشربَ والوضوء من الزوار وغيرهم. وعلى الدرج قَبْو، وذلك في سنة أربع عشرة وسبع مئة (١).

ثم بئر غُرْس حدثنا أبو الحسن بن أحمد، نا أبو عبد الله بن محمود، نا أبو زكريا بن أسعد بخطه، أنا أبو علي الحداد، عن أبي نعيم الأصفهاني، قال: كتب إليَّ أبو محمد الخواص، أن محمد بن عبد الرحمن، أخبره أن الزبير بن بكار، نا محمد بن الحسن عبد العزيز بن محمد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش. قال: جاءنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- بقباء فقال: أين بئركم هذه؟ يعني بئر غرس، فدللناه عليها، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- جاءها وإنها لتُسنى (٢) على حمار بِسحر (٣). فدعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بدلو من مائها، فتوضأ منه، ثم سكبه فيها، فما نزفت (٤) بعد (٥). وحدثنا الشريف تاج الدين، نا الشيخ محب الدين بسنده، إلى محمد بن الحسن، نا القاسم بن محمد عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: رأيتُ أني أصبحت على بئر من الجنة، فأصبح على بئر غُرْس فتوضأ منها وبزق فيها، وغُسل منها حين تُوفي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

قال الشيخ محب الدين (٦)، بينها وبين مسجد قبا نحو نصف ميل.


(١) وبئر أريس هذه أسهب السمهودي في وصفها، وذكر أنها منسوبة إلى رجل يهودي اسمه أويس، ومعناه الفلاح، وذكر أن ذرعها في عهده تسعة عشر ذراعًا، وأن عمق ماءها أربعة أذرع وذلك بعد أن رفعت خرزتها، وعمقت أكثر. (وفاء الوفا ج ٣، ص ٩٤٢ - ٩٤٩). وهي معروفة إلى اليوم بالقرب من باب مسجد قباء الغربي، إلّا أن التوسعة الحديثة للمسجد جاءت عليها، وقد صورها بعض مؤرخي المدينة المحدثين مثل عبد القدوس الأنصاري والخياري.
(٢) تسنى: أي يرفع ماؤها وتأتي بمعنى يسقى منها. ابن منظور: لسان العرب ج ٣ ص ٢٢٥.
(٣) بسحر: أي وقت السحر.
(٤) نزفت: غارت.
(٥) هذا الحديث والذي يليه ورد في سندهما محمد بن الحسن بن زبالة وقد كذبوه.
(٦) محب الدين: أي ابن النجار: الدرة الثمينة ص ٤٦.

<<  <   >  >>