للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهذه البئر شرقي مسجد قباء إلى جهة الشمال، هي بين النخيل، ويُعرف مكانها اليوم (١) وما حولها بالمَغْرس (٢) وهي اليوم ملك لبعض أهل المدينة. وكانت قد خَربت فَجُددت بعد السبع مئة، وهي كثيرة الماء، وعرضها عشرة أذرع وطولها يزيد على ذلك، وأكثر مائها يغلب الخضرة، وهو طيب عذب (٣).

ثم بئر البُصَّة حدثنا الشريف العدل علي بن العباس، نا الشيخ أبو عبد الله بن الفضل، أنا ذاكرُ الحذاء، عن الحسن بن أحمد الأصفهاني، عن أحمد بن عبد الله الحافظ، عن جعفر بن محمد، أنا محمد بن عبد الرحمن، نا الزبير بن بكار، نا محمد بن الحسن، عن محمد بن موسى عن سعيد بن أبي زيد، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يأتي الشهداء وأبناءَهم، ويتعاهد عيالاتِهم، قال: فجاء يومًا أبا سعيد الخدري، فقال: هل عندك من سدرٍ أغسل به رأسي فإن اليومَ الجمعة، قال: نعم فأخرجَ له سدرًا، وخرج معه إلى البُصَّة، فغسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رأسه، وصب غُسالة رأسه، ومُراقة شعره في البُصة (٤).

قلت: وهذه البئر قريبة من البقيع، على يسار السالك إلى قباء، وهي في حديقة كبيرة مُحوَّطٌ عليها بحائط، وعندها في الحديقة أيضًا بئر أصغر منها، والناس مختلفون فيهما، أيتهما بئر البُصة، إلّا إن ابن النجار (٥) -رحمه الله-


(١) أي زمن المؤلف.
(٢) هكذا في الأصل، وفي (ب) و (ص) بالغرس وهو الأصح.
(٣) بئر غرس بضم العين المعجمة وفتحها وقد فصل في ذكرها السمهودي (ج ٣ ص ٩٧٨ - ٩٨١) ولا تزال تقع إلى الشرق من قباء في شارع في جنوب قربان أمام معهد دار الهجرة.
(٤) في سنده محمد بن الحسن بن زبالة وقد كذبوه.
(٥) ابن النجار: الدرة الثمينة ص ٤٦ - ٤٧، إلّا أنه لم يقطع بأنها الكبرى القبلية، وذكر ذرعها فقط إلّا أن يكون المؤلف قد رجع إلى نسخة أخرى من الكتاب غير النسخة التي وصلتنا.

<<  <   >  >>