للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قطع بأنها الكبرى القِبلية، وذكر أن عرضها تسعة أذرع وأن طولها أحد عشر ذراعًا، والصغرى عرضُها ستة أذرع، وهي التي تلي الأطم من شرقيِّه وهو أطم مالك بن سنان أَبِ (١) أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- ما. وسمعتُ بعض من أدركتُ من أكابر خدام الحرم الشريف وغيرهم، من أهل المدينة، يقولون إنها الكبرى القبلية، وإن الفقيه الصالح القدوة، أبا العباس أحمد بن موسى بن عجيل -رحمه الله-، وغيره من صلحاء اليمن إذا جاؤوها للتبرك (٢) بها، لا يقصدون إلّا البئر الكبرى القبلية، والحديقةُ التي فيها اليومَ وقفٌ على الفقراء والمساكين والواردين والصادرين لزيارة سيدنا (٣) رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقفها الشيخ عزيز الدولة ريحان البدري الشهابي، شيخ خُدام الحرم الشريف، كان قبل وفاته بعامين أو ثلاثة، وتوفي سنة سبع وتسعين وست مئة (٤).

ثم بئر حاء حدثنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أمين الدين أبو اليمن، عبد الصمد بن أبي الحسن عبد الوهاب بن عساكر، نا الشيخ الإمام أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي، نا شيخ الإسلام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، نا عبد الرحمن بن المظفر الداودي، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حمويه، أنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفَرْبرَي، أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (٥) نا أبو محمد عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس -رضي الله عنه-، قال: كان أبو طلحة أكثر


(١) في كل النسخ أبو، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) على الرغم أن التبرك جاء هنا على الحكاية والخبر عن حال أولئك إلّا أنه لا يجوز بحال.
(٣) هكذا في الأصل، ولم ترد كلمة سيدنا في (ب) و (ص).
(٤) بئر البُصَّة بضم الباء وتشديد الصاد وفتحها ما زالت معروفة إلى عهد قريب على يمين طريق العوالي من ناحية الحرم، جنوب البقيع وعرفت ببئر البوصة، وقد زالت ولعل عمارة الوقف المقام هناك تشير إليها وإلى اسم صاحبه. انظر أحمد ياسين الخياري: تاريخ معالم المدينة ص ١٨٨ وهامش رقم ١ لعبيد الله أمين كردي.
(٥) البخاري ج ٢ ص ٨١٤.

<<  <   >  >>