للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العانة، قلتُ: فإذا نقص؟ قال: دون العورة، قال أبو داود: قدرتُ بئر بُضاعة بردائي مددتُه عليها، ثم ذرعتُها فإذا عرضه ستة أذرع. وسألت الذي فتح باب البستان فأدخلني إليه: هل غُيِّر بناؤُها عما كانت عليه؟ قال: لا (١).

قلت: هذه البئر اليومَ في جانب حديقة شمالي سور المدينة، وغربي بئر حا إلى جهة الشمال. يَستقِي منها أهلُ الحديقة والحديقة في قبلة البئر، ويستقي منها أهل حديقة أخرى شمالي البئر، والبئر وسط بينهما، وهي بئر مليحة طيبة الماء، قال الشيخ محب الدين (٢): ذرعتها فكان طولها أحد عشر ذراعًا وشبرًا منها ذراعان راجحان ماء والباقي بناء، وعرضها ستة أذرع كما ذكر أبو داوود -رحمه الله- (٣).

ثم بئر رومة، حدثنا الشيخ الإمام أمين الدين أبو اليمن عبد الصمد، نا الشيخ الإمام أبو عبد الله الحسين، نا الشيخ الإمام أبو الوقت عبد الأول، نا الشيخ أبو الحسن عبد الرحمن، نا الإمام أبو محمد عبد الله، نا الشيخ الإمام، أبو عبد الله محمد، نا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، قال: وقال عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عثمان -رضي الله عنه- حيث حُوصر أشرف على الناس، وقال: أنشدكم الله ولا أنشُدُ إلّا أصحابَ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ألستُم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ يحفر بئر رُومة فله الجنة» (٤)؟ فحفرتُها. ألستم تعلمون أنه قال: «من جَهَّز


(١) أبو داود: سننه ج ١ ص ١٨ وقد صححه الألباني.
(٢) ابن النجار: الدرة الثمينة، ص ٤٥.
(٣) وبئر بضاعة فصل أوصافها السمهودي ج ٢ (ص ٩٥٦ - ٩٥٩) وكانت تقع حتى نهاية القرن الرابع عشر شمالي شارع السحيمي عند مروره بسقيفة بني ساعدة، وكانت لها طريقان إحداهما من ناحية باب المجيدي والأخرى من ناحية الشارع المذكور، ثم أزيلت عند إعادة تخطيط تلك المنطقة فيما بعد.
(٤) نصه في البخاري ج ٣ ص ١٣٥١، والسند الذي أورده المؤلف عند الدارقطني ج ٤ ص ١٩٩، بلفظ: من حفر …

<<  <   >  >>