للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جيشَ العُسرة (١) فله الجنة» (٢)؟ فجهزتُهم قال: فصدقوه بما قال. وحدثنا العدل الشريف أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن، نا الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن محاسن، قال: كتبَتْ إليَّ عفيفةُ الأصفهانية أن أبا علي الحداد أخبرها بخطه عن أبي نعيم قال: كتب إلي جعفر الخلدي أن أبا يزيد المخزومي، أخبره عن الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن طلحة، عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «نعم الحفيرة حفيرة المزني» (٣) يعني رومة، فلما سمع بذلك عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ابتاع نصفها بمئة بكرة، وتصدق بها، فجعل الناسَ يَستقون منها، فلما رأى صاحبُها أن قد امتنع منه، ما كان يُصيب عليها، باع من عثمان النصفَ الباقي بشيء يسير، فتصدق بها كلها.

وذكر أبو عمر بن عبد البر (٤) أن بئر رومة كانت رَكية ليهودي يبيع منَ المسلمين ماءها فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة» (٥) فأتى عثمان اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلَّها، فاشترى عثمان نصفَها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين فقال له عثمان -رضي الله عنه-: إن شئت جعلت لنصيبي قرنين (٦)، وإن شئت فلي يومٌ ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدتَ علي ركيتي، فاشترِ النصف الآخر فاشتراه بثمانية آلاف درهم.


(١) جيش العسرة هو جيش غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة، وتبوك بعيدة المسافة عن المدينة فهي تبعد عنها (٧٢٠) كم شمالًا.
(٢) الدارقطني ج ٤ ص ١٩٩.
(٣) سنده ضعيف ففيه ابن زبالة وقد كذبوه.
(٤) ابن عبد البر: الاستيعاب ج ٨ ص ١٠٣٩ - ١٠٤٠. وانظر أيضًا الترمذي ج ٥ ص ٦٣٧.
(٥) صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٩.
(٦) قرنين: أي حدين أو علامتين يميزانه.

<<  <   >  >>