للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مسجد الجمعة، منازل بني سالم بن عوف من الخزرج، ثم يصب في بطحان.

ثم وادي جَفاف وهو أعلى موضع بالعوالي شرقي مسجد قباء.

ثم وادي مذينب وهو شرقي جفاف يلتقي وهو جفاف فوق مسجد الشمس، المعروف قديمًا بمسجد الفضيخ، ثم يصبان في بطحان، يلتقيان هما ورانوناء ببطحان، فيمران بالمدينة غربي المصلى، ويصلان إلى مساجد الفتح سيلًا واحدًا، ويلتقي هو والعقيق عند بئر رومة.

ثم وادي مهزور وهو أيضًا شرقي العوالي، شمالي مذينب، ويشق في الحرة الشرقية إلى العُريض (١)، ثم يصب في وادي الشظاة.

ثم وادي الشظاة يأتي من شرقي المدينة من أماكن بعيدة عنها، إلى أن يصلَ إلى السد، الذي أحدثته النار نار الحرة، التي ظهرت في المدينة الشريفة في جمادى الآخرة من سنة أربع وخمسين وست مئة. ظهرت من وادٍ يقال له وادي أَحْيَلَين (٢) في الحرة الشرقية، وسارت من مخرجها إلى جهة الشمال،


(١) العريض: تصغير عرض وهو طرف الحرة مما يلي وادي قناة، وكانت تسمى حرة بني حارثة وتقع في الشمال الشرقي من المدينة، وأحيانًا يطلق على آخر وادي مهزور عند مصبه في وادي قناة، وما زال في المنطقة مسجد قديم يسمى مسجد العريض. السمهودي ج ٣ ص ١٢٦٥.
(٢) أحيلين: مثنى أَحْيَل، وقد ذكرهما السمهودي أيضًا بالرسم نفسه ولم يذكره ياقوت، وقد ذكر العياشي أنهما حرفا فيما بعد إلى ما هو معروف بحلية المزيَّن الشرقية وحلية المزين الغربية وتثنيان بالحليتين، والعياشي- -رحمه الله- - باحث في خبر الأمكنة والبقاع بالمدينة، إلّا أن المهم أن هذه النار (البركان) ظهرت بؤرته في الوادي المشار إليه في أقصى عوالي حرة قريظة في قاع يعرف بقاع الهيلاء على الطريق من المدينة إلى السوارقية القديم جنوبي طريق القصيم الجديد بجنوب العاقول وكانت بؤرتها تبعد مسافة نصف يوم أي قرابة ثلاثين كيلًا عن المسجد النبوي. وكان طول مجرى حممه من الجنوب إلى الشمال في منطقة العاقول قرابة ثمانية أكيال مكونة حوافها الغربية المشاهدة هناك في هيئة حرات متوسطة الارتفاع حادة الحجارة صعبة المسلك. انظر عن هذه النار بالإضافة إلى ما ذكره المؤلف عنها: السمهودي: وفاء الوفا ج ١ ص ١٣٩ - ١٤٨؛ العياشي: المدينة بين الماضي والحاضر ٤٩٧ - ٥١٠؛ الرحيلي: نار الحرة. دراسة تاريخية. الكتاب السنوي لقسم التاريخ والحضارة. جامعة الإمام. العدد الأول سنة ١٤٠٨ هـ ص ٢٢٩ - ٢٤٧.

<<  <   >  >>