للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا وضع رجله في الغَرْز (١) وانبعثت به راحلته قائمة، أَهلَّ من ذي الحليفة. وروى الزبير بن بكار، قال: حدثني محمد بن الحسن، عن أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما، أنه أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان ينزل بذي الحُليفة حين يعتمر، وفي حجته حين يحج تحت سَمُرة (٢) في موضع المسجد الذي بذي الحليفة.

قلت: هذا المسجدُ هو المسجد الكبيرُ الذي هنالك، وكان فيه عقودٌ في قِبلته، ومنارة في ركنه الغربي الشمالي فتهدم على طول الزمان، البئر من جهة شماليه. وهو مبني في موضع الشجرة التي كانت هنالك، وبها سُمي مسجد الشجرة. وروى الزبير أيضًا عن محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن أبي يحيى عمَّن سمع ثابت بن مُسحِل يُحدث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: صلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مسجد الشجرة إلى جهة الأسطوانة الوسطى استقبلها، وكان موضع الشجرة التي كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- صلى إليها (٣).

وبالإسناد إلى مسلم -رحمه الله- قال: وحدثنا محمد بن عباد، نا حاتم يعني بن ابن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وحمزة بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا استوت به راحلتُه قائمةً عند مسجد ذِي الحُلَيفة أهلَّ فقال: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك


(١) الغرز: هو ركاب الرَّحْل، وكل ماسك للرجلين في المركب فهو غرز. ابن منظور ج ٤ ص ٩٧٦.
(٢) سمرة واحدة السمر نوع من الشجر متعدد السيقان يكثر في منطقة المدينة وما زال يعرف هناك باسمه إلى اليوم.
(٣) صحيح مسلم ج ٢ ص ٨٤٢.

<<  <   >  >>