للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والملك، لا شريك لك» (١). وكان عبد الله بن عمر يقول: هذه تلبيةُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

قال نافع: كان عبد الله بن عمر، يزيد مع هذا: لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيديك لبيك، والرغباء إليك والعمل (٢). وفي بقية الحديث أن عبد الله بن عمر كان يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به الناقة قائمةً عند مسجد ذي الحليفة أهلَّ بهؤلاء الكلمات. وكان عبد الله بن عمر يقول: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يهل بإهلال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من هؤلاء الكلمات، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، والرغباء إليك والعمل.

قلت: فينبغي للحاج إذا وصل ذي الحليفة أن لا يتعدى في نزوله المسجد المذكور، وما حوله من القبلة والغرب والشام، بحيث لا يبعد عن النزول حول المسجد المذكور.

وفي قبلة هذا المسجد مسجد آخر أصغر منه، ولا يبعد أن يكون -صلى الله عليه وآله وسلم- صلّى فيه أيضًا، بينهما مقدار رمية سهم، أو أكثر قليلًا (٣)، ورأيتُ كثيرًا من الحجاج يتجاوزون ما حول المسجد، إلى جهة الغرب، ويصعدون إلى البيداء فيتجاوزون الميقات بيقين، والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «مَهلُّ أهل المدينة من ذي


(١) صحيح مسلم ج ٢ ص ٨٤٢.
(٢) نفسه.
(٣) هذا المسجد هو مسجد المَعْرس من مَعرس القوم أي مبيتهم، وذكر الإمام البخاري أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يخرج من طريق الشجرة بذي الحليفة، فإذا رجع دخلها من طريق المعرس، فدأب الناس اتباعًا له الصلاة في مكان مبيته، وحدده المؤرخون بأنه كان قبلي مسجد الشجرة برمية سهم بيسرة على شفير وادي العقيق. وقد ظل معروفًا حتى زماننا ثم دخل في توسعة مسجد الميقات الحديثة وميادينه الجنوبية. انظر عنه قديمًا: البخاري ج ١ ص ١٢٤، الحربي ص ٤٢٨، السمهودي: وفاء ج ٣ ص ١٠٠٤.

<<  <   >  >>