للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليمام (١) عن يمينك، وهبطت من ملل ثم رجعت على يسارك، واستقبلت القبلة فهذه السيالة، وكانت قد تجدد فيها بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عيون وسكان، وكان لها والٍ من جهة والي المدينة، ولأهلها أخبار وأشعار، وبها آثار البناء والأسواق، وآخرها الشرف المذكور، والمسجد عنده، وعنده قبور قديمة، كانت مدفن أهل السيالة.

ثم تهبط في وادي الروحاء مستقبل القبلة، ويعرف اليوم بوادي بني سالم بطن من حرب عرب الحجاز (٢) فتمشي مستقبلَ القبلة، وشعب علي (٣) -رضي الله عنه- على يسارك، إلى أن تدور الطريق بك إلى المغرب وأنت مع أصل الجبل الذي على يمينك، فأول ما يلقاك مسجدٌ على يمينك، كان فيه قبور كثيرة في قبلته، فتهدم على طول الزمان، صلى فيه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، ويعرف ذلك المكان بعرق الظبية (٤) ويبقى جبل ورقان على يسارك. وفي


(١) صخرات اليمام: صخيرات جمع صخرة بعد تصغيرها واليمام طائر الحمام، فكأنه كان يتخذها له موقعًا، وهي صخيرات قائمة داكنة اللون وكانت تقع على يمين الطريق النبوي إلى بدر بعد فرش ملل، وما زالت تعرف باسم الصخيرات إلى اليوم. ابن هشام: السيرة ج ٢ ص ٢٥٢؛ الرحيلي: الطريق النبوي ص ٢٠.
(٢) وما زال هم سكانه إلى اليوم وأقيمت مدارس ومساجد في هذا العهد في بعض نواحيه ومشهور الآن باسم السدارة.
(٣) شعب علي: يقع في أعلى وادي بني سالم، وهو غير معروف اليوم وربما هو الموضع المعروف هناك باسم الشعب يمين الطريق للقادم إلى المدينة.
(٤) عرق الظبية: موضع يقع في نهاية وادي بني سالم المعروف بالسدارة على يمين الطريق للقادم المدينة، يبعد عن المدينة ٦٨ كيلًا قبيل قرية الروحاء، ومنه يرى جبل ورقان شامخًا جنوبًا. وكان عنده مسجد صلى فيه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- إلّا أنه اندرس وبقيت أكوام من الحجارة هناك ربما تشير إلى مكانه. السمهودي: وفاء ج ٤ ص ١٢٣٣؛ الرحيلي: الطريق النبوي ص ٢٥.

<<  <   >  >>