للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسجد الآن حجر قد نقش عليه بالخط الكوفي عند عمارته الميل الفلاني من البريد الفلاني.

قال الزبير: نا محمد بن الحسن، عن أخيه، عن كثير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف، عن أبيه، عن جده، قال أول غزاة غزاها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا معه غزوة الأبواء (١)، حتى إذا كان بالروحاء، عند عرق الظبية قال: «أتدرون ما اسم هذا الجبل؟ يعني ورقان هذا حَمْت (٢)، اللهم بارك فيه، وبارك لأهله فيه، أتدرون ما اسم هذا الوادي؟ يعني وادي الروحاء، هذا سجاسج لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيًا، ولقد مر بها، يعني الروحاء، موسى بن عمران -صلى الله عليه وآله وسلم- في سبعين ألفًا، من بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان (٣) على ناقة له ورقاء، ولا تقوم الساعة، حتى يمر بها عيسى بن مريم حاجًا أو معتمرًا أو يجمع الله له ذلك» (٤). وذكر أبو عبيد البكري (٥) أن قبر مُضر بن نزار بالروحاء على ليلتين من المدينة بينهما أحد وأربعون ميلًا.


(١) الأبواء: سميت بذلك لأن السيول كانت تتبوأها أي تحل بها وتخترقها، ويظهر أن الاسم كان يطلق على الجبل والوادي هناك فلما قامت قرية هناك سميت بذلك، وهي قرية قديمة، تقع تقريبًا في منتصف الطريق القديم بين مكة والمدينة، وتعود إلى قبل الإسلام، وكان للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- مسجد هناك. إلّا أن كل ذلك اندرس الآن وأصبح غير معروف وحتى اسم القرية لم يعد مشهورًا وتعرف الآن أكثر باسم الخريبة. وعلى الرغم من إجحاف اسمها الذي يبدو أنه وصف لمرحلة من الخراب مرت بها إلّا أنها اليوم عامرة فيها مدارس ابتدائية ومسجد محدث، ومزارع كثيرة.
(٢) حمت: أي شديد الحر (ابن منظور ج ١ ص ٧١٢) وهذا اللفظ لم يرد في بعض طرق الحديث.
(٣) قطوانيتان: مثنى قطوانية هي ضرب من الكساء.
(٤) الطبراني: المعجم الكبير ج ١٧ ص ١٦. وقد رواه من طريق كثير بن عبد الله، وهو ضعيف عند الجمهور، وبقية رجاله ثقات. الهيثمي مجمع الزوائد ج ٦ ص ٦٨.
(٥) البكري: معجم ما استعجم ج ٢ ص ٦٨٣.

<<  <   >  >>