للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي صحيح مسلم (١) أن ما بين الروحاء والمدينة ستة وثلاثون ميلًا، والله أعلم.

ومسجد في آخر وادي الروحاء مع طرف الجبل، على يسارك وأنت ذاهبٌ إلى مكة، لم يبقَ فيه اليوم إلّا عقدُ الباب، يُعرف الآن بمسجد الغزالة. وهو من المساجد التي صلى فيها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- (٢). وعن يمين الطريق إذا كنتَ بهذا المسجد، وأنتَ مستقبل النازية (٣) موضع كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ما ينزل فيه، ويقول: هذا منزل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ثَمَّ شجرة. وكان ابنُ عمر إذا نزل هذا المنزل وتوضأ، صب فضلَ وضوئه في أصل الشجرة، ويقول: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يفعل، وورد أنه كان يدور بالشجرة أيضًا، ثم يصب الماء في أصلها، اتباعًا للسنة (٤).


(١) صحيح مسلم ج ١ ص ٢٩٠.
(٢) مسجد الغزالة: يقع في قرية المنصرف (المسيجيد) بعد قرية الروحاء باتجاه الغرب بسبعة أكيال، وكان يقع في سند الجبل على يسار الطريق، وإلى الآن يسمى طرف الجبل أي أدناه نحو الوادي هناك بِطُريف- بالتصغير- الغزالة، وكان فيه سبيل ماء قديم إلى عهد قريب، ومسجد الغزالة أحد المساجد التي صلى فيها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في طريقه إلى الغزوة، ويبدو أنه أصبح علمًا على القرية فسميت بالمسجد ثم صُغر وهكذا وهو من المساجد التي روى البخاري أن النبي صلى فيه. ج ١، ص ٦٧٩. وانظر السمهودي: وفاء ج ٣ ص ١٠١٠، الرحيلي: الطريق ص ٣٠ - ٣١.
(٣) النازية- بفتح الياء- فج كبير ذو أرض بيضاء مستوية تقع بعد قرية المنصرف (المسيجيد) مباشرة، وقد مر بها الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في طريقه إلى بدر فسلك غرب ناحية رحقان ومر بها في طريقه إلى الحج فسلك جهتها الشرقية بمحاذاة التلاع المعروفة هناك باسم الأشاعب وما زالت تعرف باسمها إلى اليوم ابن هشام: السيرة ج ٢ ص ٢٥٢. السمهودي: وفاء ج ٤ ص ١٤١٧.
(٤) لم يرو البخاري هذه القصة في خبر هذا المسجد على الرغم من ذكره عبد الله بن عمر في مناسبته كما ذكر في المتن، ولم أعثر عليها في المصادر المتقدمة، أن المطري هنا ومعاصره الفيروزآبادي في المغانم من أول من ذكرها. وعلى الرغم على ما فيها من مبالغة في التأسي وما عرف عن ابن عمر في هذا المجال فإنه ليس عليها دليل ثابت. انظر: الفيروزآبادي: المغانم المطابة ج ٢ ص ٥٧٢، السمهودي: وفاء ج ٣ ص ١٠١٠.

<<  <   >  >>