للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس اليوم بطريق مكة مسجدٌ يُعرف غير هذه الثلاثة مساجد. وإذا كان الإنسان عند هذا المسجد، المعروف بمسجد الغزالة، كانت طريق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى مكة على يساره مستقبل القبلة، وهي الطريق المعهودة من قديم الزمان، تمر على بئر يقال لها السقيا (١)، ثم على ثنية هرشى (٢)، وهي طريق الأنبياء -عليه السلام- م (٣). والطريق اليوم (٤) من طَرف الروحاء على النازية إلى مضيق الصفراء. والمساجد التي من الروحاء إلى مكة مذكورة في كتب الصحاح وغيرها (٥)، وليس منها اليوم شيء يُعرف (٦)، والله أعلم.


(١) السقيا: كانت قرية عامرة ومنهلًا عذبًا، لها شهرة قديمة، كانت تقع على الطريق السلطاني بين مكة والمدينة وتبعد عن المدينة قرابة ١٢٠ كيلًا، وقد مر بها الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في حجه وبعض غزاوته، وصلى فيها فثمة مسجد له هناك. وتعرف اليوم باسم أم البرك لكثرة ما أنشئ فيها من برك لسقيا الحجاج والمسافرين وتقوم بها بعض المدارس. البلادي: قلب الحجاز ص ١٣٠.
(٢) ثنية هرشى: في الأصل هرشا وهي ثنية صعبة المنحدر كان يمر بها الطريق السلطاني بين مكة والمدينة بالقرب من الجحفة شرقًا يقول الشاعر:
خذ أنف هرشى أو قفاها فإنما … كلا جانبي هرشى لهن طريق
وعندها أحد المساجد التي صلى فيها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان معروفًا لابن عمر وما زالت معروفة إلى اليوم، وتقع في منتصف الطريق القديم (التاريخي) بين مكة والمدينة. الحربي: كتاب المناسك ص ٤٥٦.
(٣) أي أن هذا الطريق هو الذي سلكه الأنبياء بين مكة والمدينة، وسمي في بعض العصور الإسلامية باسم الطريق السلطاني لكثرة من سلكه من الخلفاء والسلاطين.
(٤) إشارة مهمة إلى بداية تحول الطريق عن مروره بالسقيا وهرشى وما وراءهما إلى وادي الصفراء وبدر وقتذاك وفي العصور الأخيرة ظل الطريقان مسلوكين بين المدينة ومكة وأن أول سيارة وصلت إلى المدينة في العصر الحديث سلكت الطريق الأول.
(٥) البخاري ج ١ ص ١٨٤.
(٦) هذا وصف ليس بدقيق من المؤلف أو ممن نقل عنه، فقد كان أكثرها معروفًا من قبل ومن بعد فقد حدد كثيرًا منها الإمام إبراهيم الحربي في كتابه النفيس المناسك ص ٤٤٢ - ٤٦٤، والسمهودي في كتابه وفاء الوفاء ج ٣ ص ١٠٠٧ - ١٠٢٠ وغيرهما، قديمًا وحديثًا.

<<  <   >  >>